عاشقٌ من المنفى
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عاشقٌ من المنفى
عاشقٌ من المنفى
هذه الليلة وضعتُ خطةً جهنمية- خطة ما اتخرش المية – و ضعتُها بعد تفكير شاق و طويل، لكن هناك عصاً واحدة في دولاب التوربين وضَعَتْها الرمالُ يا صغيرتي، ولو بَحَثْتِ عنها في سائلي القصيرة ستعلمين أنَ هوامشها طويلة كالسين بين ضِفَتَيْ كلمة مسافة!!!
تلك المجموعة من النقاط التي تكونُ مسافةً في لغتهم الرياضية أصبحتْ رياضة، هي مجموعة من مئات الكيلومترات المتراصة لتكونَ صحراءً و بحراً و نخيلاً و سهولاً.. و ودياناً.. و كل ما يشتهي عالمُ الجغرافية ذو اللحيةِ الطويلةِ أنْ يبدأَ صباحه مع فنجانِ قهوتهِ الملوثة باكتشافاته العبقرية و شعره المتساقط!! هل سأنتظِرُ كي تنكسرَ العصا؟ و إذا قُدرَ لها أن تنكسر، هل سأنتظرُ عصاَ أخرى تبرزُ من بين ثنايا دربكة الزمان و فوضويةِ اللغط؟!! لذلك، عقدْتُ الصلحَ مع اللحظات، كتبناهُ على ظهرِ قلوبنا.. كفرتُ بالجغرافية الزائفةِ و عملتُ "شفت+دليت" لكل الإحداثيات التي سماها أهلهم و آباؤهم من قبلهم..
باركي لي أن أتمردَ و أعلنُ حالةَ العصيانِ المدني، بلْ قولي العسكري، و أخلعُ عن نفسي عقلاً تغذيه دماءٌ ركِبت سيارة و سالت طويلاً إلى المطار البعيد.. دماءٌ كتبت على الطائرة:"أمتع الرحلات و أبعد المسافات"..
إذا كنتُ كما اعتقدْتِ دوماً فِيَ كل المزايا التي أًحْبًبْتِها و عَشَقْتِها فيطيبُ لي أن أُطمئنكِ بأنَ عناية الرب وهبتني شيفرة التدمير الذاتي، فدعيني آخذُ فرصتي و أدمر روبوتاً صَنَعتْهُ مسافات لا محدودة في السماءِ و أن أمزقَ محيطاً يغوصُ في أعماق الماء..
حبيبتي المجنونة، دعي جوالكِ جانباً هناك ولا تُعطه الثقةَ الكاملة، و إذا كنتُ محذراً نفسيَ فلا بد أنْ ألفتَ انتباهكِ إلى شيءٍ خطير.. يغدرُ الجوال المتباكي كثيراً يا صغيرتي و ينفَذُ رصيده، أما شوقي الذي ينزفُ شوقاً فقد طفحَ على عيْنَيْ و سالَ على كل أجزائي و لم يبقَ من جسمي إلا قليلاً من الشقاء الذي يغطي خطواتي التائهة بين عينيكِ و يديكِ..
إليكِ الخطة كما رسمتها تلاوين الرمال و لْتعلمي أن كلمة السر بيننا صمتٌ تشقَهُ قبلة على مد البحر، هذه الليلة سأنفض عني غبار الشوق و ألملم دماء الحنين و أرتَبُ الكيان الذي بعثرتهُ عاصفة هوجاء.. سآتيكِ ماشياً على عيْنيْ، فأنا ما عدتُ ألقى الامان على متن السفن.. ما عدتُ أحتملُ هبوط الطائراتِ إضطراراً للتزود بالوقود.. ما عدتُ أؤمنُ بكل الأعذار التي يسكبونها في نشرات الأخبار.. ما عدت أحتمل أن تؤجلَ رحلتي باتصالِ خاطفِ يخطفني من حلم اللقاء..
ها أنذا في الحي الذي تسكنين.. الذي تشرفين.. الحي ميتٌ يا حبيبتي لولا أن به قمرٌ مثلكِ، كثيراً ما لُمتكَ يا قمر، ألا تخجل من نفسك يا قمر؟! ألا تخجلُ مما هو أجمل منكَ ساعةَ السحر؟؟!! ...و مشيتُ.. مشيتُ أكثر.. و شممتُ العنبر..و تنشًقتُ أنفاسكِ التي تحرس الحيَ و ترطب ريق الماء.. يا الله! يا مالكَ الملكِ ! أية عظمة هذه التي تبللُ الفجر، أية بركة هذه التي في حضرتكِ و حطَت على ذقني..
وما زلتُ أمشي..//
ملاذ- عدد الرسائل : 2
تاريخ التسجيل : 23/08/2008
بطاقة الشخصية
العاب: 1
رد: عاشقٌ من المنفى
هلا و غلا جانم
لا حرمتُ من رذاذ حضوركِ أبدا
لا حرمتُ من رذاذ حضوركِ أبدا
ملاذ- عدد الرسائل : 2
تاريخ التسجيل : 23/08/2008
بطاقة الشخصية
العاب: 1
رد: عاشقٌ من المنفى
مير ررررررسي كتير حلو
كرم محمد- عضو ممتاز
- عدد الرسائل : 109
تاريخ التسجيل : 10/08/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى